بيعة العقبة – الدم الدم و الهدم الهدم

من سيره ابن هشام مع بعض التصرف

كان الرسول يعرض نفسه في المواسم، على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ، ويخبرهم أنه نبي مرسل، ويسألهم أن يصدقوه ويساندوه. فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج

فجلسوا معه فعرض عليهم الإسلام. فقال بعضهم لبعض: يا قوم تعلموا والله إنه للنبي توعدكم به اليهود، فلا تسبقنكم إليه. فلما قدموا المدينة إلى قومهم دعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم

حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار ١٢ رجلا، فلقوه بالعقبة – وهي العقبة الأولى- فبايعوا الرسول على بيعة النساء، ثم عاد معهم مصعب بن عمير يعلمهم الإسلام

خرج من خرج الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع الحجاج، فواعدوا الرسول في العقبة -و هي العقبه الثانيه او بيعه الحرب- حين أراد الله بهم النصر وإعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الشرك وأهله – و بعدها نزلت ايه الحرب

الحج ٣٩ – أذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير

ثم يروي أحد الأنصار: فاجتمعنا في الشعب حتى جاءنا الرسول ومعه عمه العباس وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له. فلما جلس كان أول متكلم العباس فقال : إن محمدا وقد منعناه من قومنا، ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم فإن كنتم ترون أنكم وافون له ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك؛ وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه ، فمن الآن فدعوه

فقال الرسول: أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم. فأخذ البراء بن معرور بيده و قال: والذي بعثك بالحق نبيا، لنمنعنك مما نمنع منه أُزُرنا، فبايِعْنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب، وأهل الحلْقة ورثناها كابرا عن كابر – أهل الحلْقه معناها أصحاب الدروع حيث كان أهل المدينه مشهورين بصناعه السلاح

فاعترض القول أبو الهيثم بن التيهان، فقال للرسول: إن بيننا وبين الرجال حبالا، وإنا قاطعوها – يعني اليهود – فهل إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم الرسول و قال: بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم

فقال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلا أسلمتموه، فمن الآن، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأمول، وقتل الأشراف، فخذوه

قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل الأشراف؛ فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفَّينا

قال : الجنة

قالوا: ابسط يدك ؛ فبسط يده فبايعوه

انتهي المقتبس من ابن هشام

هل من المعقول أن يغير الإنسان دينه من جلسة واحدة كما حدث مع من قابل محمد في مكة؟

و إن كان ممكنا بالنسبة لهؤلاء لأنهم قابلوا النبي – فماذا عمن كانوا في المدينة و آمنوا سماعيا؟ هل من المعقول أن يغير الإنسان دينه هكذا بالسماع مثلما فعل أهل المدينة قبل الهجرة – أم أنهم اتبعوا ما اتفق عليه الكبار مع محمد – كعادة العرب؟

ما هو الأكثر منطقية – فكرة الإيمان في لحظة الساذجة – أم أن الموضوع متعلق بتحالفات سياسية؟

يثرب كانت في منافسة اقتصادية مع مكة – و عرب يثرب كانوا يشعرون بالدونية من اليهود – فهل كل هذا لا علاقة له بالموضوع و لا يجعلنا نشك و للحظة أن الموضوع كان تحالفا سياسيا؟

كانت هناك صلة نسب بين بني هاشم و الخزرج – هل هذا أيضا ليس مؤشرا لنية التحالف العشائري؟

لماذا الحوار يتضح فيه النية المبيتة للحرب من كلا الطرفين؟ البيعة واضحة جدا أنها بيعة على الحرب…كيف نقول إذن أن الإسلام دين السلام إذا كانت الوقائع تقول أن استراتيجية السلام لم تنفع و تم تغييرها إلى استراتيجية الحرب و هذه الحروب هي ما جعلت الجزيرة العربية تخضع للإسلام؟

كيف يعد محمد أحدا بالجنة – أليس هذا المفترض من اختصاص الله؟ و كيف يكون الوعد بالجنة مقتصرا على المساندة الحربية؟ أين العبادات و الأخلاق؟ هذا هو الرعيل الأول من المسلمين – هذا ما جعلهم مبشرين بالجنة و جلعهم مميزين عن غيرهم..مساندتهم الحربية لمحمد

الصوره لمسجد العقبه في مكة الذي بناه أبو جعفر المنصور في موضع البيعة

2 Comments

  1. القصة حقيقية لأن ببساطة خضعت المدينة كاملة للنبي
    وهذا دليل دامغ على اقتناعهم به ولمعرفة السبب
    اليهود مع الإضطهاد الروماني استوطنو الجزيرة في خيبر والمدينة وكان أهل المدينة يحبونهم ويطيعونهم لدرجة أنهم كانو يقلدونهم في الأمور الزوجية على خلاف طريقة العرب
    ويبدو أنهم عرفو منهم عن نبي اخر الزمان وتصادف هذا مع دعوة النبي
    وتلميحك لتحالف الأنصار نكاية في قريش
    فهذا للأسف جهل تام بطبيع الجزيرة العربية
    فمكة والمدينة والطائف كانت مجتمعات سياسية يحركها المصلحة المشتركة والسلام الدائم
    ما فعله الأنصار كان إيمانا حقا بالنبي
    فالتاريخ يذكر أنهم كانو يمتثلون لأوامر النبي حتى ضد رغباتهم
    ففي غزوة الأحزاب رفضو طلب النبي إسترضاء الغزاة وأصرو على إكمال الحرب
    وبعد فتح مكة إنصاعو لتقسيم النبي الغنائم على قريش دونهم
    وفي بني ساعدة ارتضو أن لا يكون لهم من السلطة شيئا
    نختلف أو نتفق معهم ولكنهم كانو مؤمنين بحق بعيدا عن أي طمع

    إعجاب

    رد

أضف تعليق