غزو شمال أفريقيا ٥ – الملكة الشجاعة

المرحلة السادسة من الغزو العربي – عهد عبد الملك بن مروان

انشغل المسلمون بفتنه عبد الله بن الزبير – و في سنه ٦٥هـ تولى الخلافة عبد الملك بن مروان و أراد أن يسترجع أفريقية من يد أكسل!!! (على الرغم من أن أكسل كان قد أسلم – فبالتالي لا يوجد مبرر للحرب في أفريقية إلا أخذ ثأر عقبة). فأرسل في عام ٦٩هـ جيشا بقيادة زهير بن قيس الذي كان أحد رجال عقبة الثقات

و كانت المواجهة ما بين المسلمين العرب و معهم بعض الأمازيغ المسلمين في مقابل التابعين لأكسل من مسلمين و بربر و روم (مواجهة لا علاقة لها بالإسلام لأنها ما بين مسلمين و مسلمين). و نزل الضر و قُتل الكثير حتى يئس الجميع من الحياة. فلم يزلوا حتى انهزم أكسل و قُتل. وأُصيبت العامة برعب كبير فلجأوا للإحتماء بالحصون والقلاع

و مضى جيش زهير يلاحق البربر و الروم و قتلوا أشرافهم و فرسانهم. و بعد تمام الانتصار عاد زهير إلى برقة – فلاحقه الروم فاغاروا على أهلها و أصابوا سبيا و قتلا كثيرا و قتلوا زهير

ورجعت جهود العرب المسلمين في غزوهم للشمال الإفريقي إلى نقطة الصفر ، فقد فقدوا السيطرة على إفريقية مجددا – و لكنهم لم ينسوا ثأرهم مع الامازيغ. و بعد مقتل أكسل، أمسكت بزمام الأمور في أفريقيه الملكة ديهيا المعروفة بالكاهنة ملكة أوارس (الجزائر) و التي تزعمت مقاومة الأمازيغ ضد الغزو العربي

و في سنة ٧٨هـ أرسل عبد الملك إلى أفريقية حسان بن النعمان – و أقامه في البداية في مصر و قال له أني قد أطلقت يدك في أموال مصر، فأعط من معك و من ورد عليك – و اعط الناس!!! و خرج إلى أفريقية

و ذهب حسان بجيش عظيم فلم يدخل أفريقيه مثل ما دخل جيش حسان. فانطلق إلى قرطاجنة في تونس (قرطاج المعاصره) و دخلها عنوة و خرب المدينة حتى صارت كأمس الغابر!!!

و كان رد فعل الملكة أنها جهزت جيشا كبيرا و تواجه الجيشان في قرب باغارية في شرق الجزائر و انهزم جيش المسلمين هزيمة نكراء. فرجع حسان إلى برقة و كتب إلى الخليفة أن أمم المغرب ليس لهم غاية و لا يقف أحد منها على نهاية و هم من الجهل و الكثرة كسائمة الانعام!!!

أدركت الملكة أن المسلمين لا يريدون من أفريقية إلا خيراتها – فأعطت الأوامر بتخريب المزارع و المراعي حتى ييأس منها العرب (سياسة الأرض المحروقة)

و كانت الملكة قد أحسنت معاملة أسرى المسلمين و منهم خالد بن يزيد الذي ضمته إلى أسرتها – و الذي مع الأسف خان ثقة الملكة و قام بتسريب معلومات إلى جيش حسان

في عام ٨٢هـ زحف حسان ثانية بجيشه الكبير لمواجهة ديهيا و لما علمت ديهيا أشار عليها قومها أن يرحلوا و يتركوا البلاد للعرب تفاديا للحرب و لكها رفضت. فالتقى الجمعان قرب قابس التونسية، و انتهت الواقعة بهزيمة ديهيا – وفرت بعد الهزيمة إلى جبال أوراس، فطاردها حسان احتى قضى عليها عند مكان حمل اسمها (بئر الكاهنة)

وبمقتلها اختفت مظاهر المقاومة وخلى الجو للعرب المسلمين. و اضطر البربر المهزومون للدخول في الإسلام – و لكن حسان لم يأمن لهم تماما فطلب منهم أن يعطوه أولادهم ليحاربوا معه ضد من تبقى من الروم و البربر ليضمن ولاءهم له هو و ليس لبقايا أهلهم من الروم و البربر!!!! (بمعنى اخر رهن)

التمثال الذي في الصورة التي على رأس المنشور للملكة و هو موجود في الجزائر

1 Comments

  1. السلام:
    كتبتم ان:
    لا يوجد مبرر للحرب في أفريقية إلا أخذ ثأر عقبة
    لا ارى هذا مبرر .. الا لابقاء شمال افريقيا غير مسلم ليزيدوا عددا اكبر من الغنائم و السبايا .. فبقاؤها حلال الى وقتنا الراهن

    إعجاب

    رد

أضف تعليق