قصة مدينتين ٣

 إيرانشهر

دخل الشيخ العربي إلى حجرة العرش بمنتهى الثقة..لم يكن هناك وجه للمقارنه ما بين مظهر الشيخ و مظهر الإمبراطور..فالإمبراطور كان في قمة الأبهة كعادة الفرس حيث أن أي أحد ينتمي إلى الطبقة الحاكمة لا بد أن يكون دائما في قمة الأناقة..كانت ملابس  الإمبراطور زاهية و مصنوعة من أغلى أنواع الحرير، و مرصعة بالجواهر، حتى حذاؤه كان مرصعا بالجواهر. و كان هناك غبار من الذهب منثورا على لحيته الطويلة التي اشتُهر بها الفرس، و وجهه كان مطليا بالأصباغ، و كانت هناك مجموعة من الآلئ ترصع خصل شعره. و كان يرتدي مجوهوات في أصابعه و حول رسغه و في أذنيه. و لكن أبهى ما في ملابسه هو التاج العملاق الذي كان مربوطا بحبال متدلية من السقف فوق رأسه. هذا ما كان يفعله ملوك الفرس لكي لا تنكسر أعناقهم من ثقل التاج (معلومات تاريخية حقيقية و ليست خيالا)

خرافة دستور المدينة

لماذا يكذبون علينا؟

تربينا على أن دستور المدينة الذي وضعه محمد كان أول دستور مدني في التاريخ و أنه إنجاز غير مسبوق

ثم نكتشف عندما نقرأ و نبحث أن هذا الكلام غير صحيح من عدة زوايا. قبل أن نطرح هذه الزوايا، دعنا نعرِّف ما هو الدستور. الدستور هو ببساطة مجموعة قوانين تنظم حياة الناس الذين لهم خلفيات متعددة و يعيشون في مكان واحد. الدستور يشمل (بعض أو كل) قوانين تنظم علاقة عمل (صاحب العمل و الأجير) أو حقوق مدنية (منع القتل و السرقة و ما إلى ذلك) أو قوانين تنظم الأشغال (الضرائب مثلا) أو قوانين تضمن الحقوق الفردية (مثل حرية المعتقد)..أو قوانين تنظم مسؤوليات الدولة..أو قوانين تنظم الادعاءات و الفصل في القضايا

كلما تطور الإنسان كلما تعقد المجتمع المدني الذي يعيش فيه، و تعقدت علاقاته بمن حوله، و كلما ازدادات الاختلافات بين الناس كأفراد، و كلما تطور مفهوم الحق و مفهوم المناطق المشتركة ما بين الناس التي تحتاج لقوانين تنظيمية

تعاولوا ننظر لادعاء أن دستور محمد هو أول دستور مدني في التاريخ…