اعتبر الإنسان من قديم الأزل الخمور على أنها شراب الآلهة، و هي أيضا هدية من الآلهة له لكي تفتح لعقله آفاقا جديدة و لكي تمنحه السعادة و الاسترخاء. فكانت الخمور جزء من أساطير الآلهة، و كان هناك آلهة مخصصة للخمور، و كان الآلهة بوجه عام يشربونها و هم جالسون في عالمهم الأعلى
لا يخلو أي دين من أساطير للآلهة و الخمور. و قد ارتبطت الخمر بمفاهيم إيجابية مثل النماء و الحياة و قهر الموت. دعونا نستعرض بعضا منها
اعتقد السومريون أن مصدر البيرة هو الإلهة نينكاسي (إلهة الخمر). عندما أُصيب الإله إنكي بعدة جروح، و عندما عولج من هذه الجروح، جاء للوجود عدد من الآلهة كل منها يفيد البشرية في مجال ما. و كانت نينكاسي أحد هذه الآلهة
نينكاسي هي إبنة إلهة الخصوبة و الإنجاب – و قد وُلدت من مياه نقية صافية. و هذا يعبر عن نظرة الإنسان السومري للخمر على أنها شيء طاهر و نقي، و مرتبط بالخصوبة و النماء
و نجد في القصيدة السومرية إنانا و إله الحكمة (إنكي) أنهما كانا جالسين سويا يحتسون البيرة، و لما انتشى إنكي سلم قوانين عالم الإنسان لإنانا
و اعتقد المصريون أيضا أن البيرة هي هدية من الإله أوزوريس – الإله الذي قام من الموت،. أوزوريس هو إله عالم الموتى، فهو من يستقبلهم و يحاسبهم عن طريق وزن قلب المتوفي. من كانت أعماله صالحة، يقضي الحياة الأبدية في معية أوزوريس (هذا هو تصور الجنة لدى المصريين – و يتم تقديم البيرة لهم في الجنة). أما من كانت أعماله فاسدة، فمصيره الفناء (هذا هو مفهوم الجحيم)
و ارتبطت البيرة ارتباطا وثيقا بمفهوم النجاة أو الخلاص و ذلك في أسطورة ميلاد الإلهة حتحور. غضب رع على الشر الذي انتشر في الأرض، فكلف الإلهة سيكمت بتدمير الأرض و ما عليها. و عندما تراجع رع عن قراره، كانت سيكمت قد خرجت عن السيطرة في سفكها للدماء و تدميرها للمدن. فقام رع بصبغ البيرة باللوم الأحمر، و أصبها فوق مدينة دندرة لتظن سيكمت أنها بحيرة من الدماء. غسطت سيكمت في بحيرة البيرة
فهدأت و نامت. – ثم استيقظت في صورة الإلهة حتحور، إلهة الموسيقى و الضحك و الامتنان
أما الإغريق، فكان لديهم الإله ديونيسيس إله الخمر. ديونيسيس كلمة تعني ميلاد مرتين. و هذا الإسم مشتق من قصة ديونيسيس و هي أن والديه قد ماتت و هي تحمله في بطنها، فاستخرجه والده زيوس و ربطه في ساقه حتى اكتمل نموه. و هذه القصة تربط الخمر بالميلاد الجديد أو بقهر الموت
في جنة الإسلام أيضا، نجد أن الخمر هي هدية الله للفائزين بالجنة المستمتعين بمعيته، و هي خمر طاهرة نقية تجلب السعادة و الاسترخاء، و هي خمر لا ينضب معينها
قال رب العزة سبحانة و تعالى (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )
إعجابإعجاب